نظرية السعادة العملية

منذ بزوغ فجر الإنسانية إلى يومنا هذا، مازال الإنسان يحاول أن يفهم أحاسيسه ومشاعره وكيفية السيطرة عليها وأن يسخرها لصالحه. ومن أحد أهم هذه المشاعر هي السعادة. لقد حاول الفلاسفة والعلماء والباحثون في مختلف العلوم الإنسانية أن يعرِّفوا السعادة من وجهة نظرهم. فمِنهم من يعرِّفها بأنها فضائل الأخلاق والنفس، و منهم من يعرفها بأنها هِبَه، وآخرون يعرِّفونها بأنها حالة من تحقيق التوازن بين ما يتطلبه الجسم والروح.

وترتبط السعاده مع الرضا والإنبساط والراحه والفرح والإبتهاج والسرور، وهذه كلها إنفعالات داخليه إيجابية جميله ناتجه عن محفزات عند إسترجاع ذكرى أو التفكير بشيء أو بشخص أو عند حصول شيء. لذلك فإن تعريفنا المتواضع للسعاده هو شعور جميل ينتاب الإنسان نتيجة حدث.

والسعاده لها أنواع عديده بحسب الموضوع، فهناك من يقسِّم السعاده إلى دنيوية وأُخروية، ومنهم من يقسمها إلى مؤقتة ودائمة. ومن المهم هنا أن نفهم واقعياً أنّه من المستحيل الشعور دائماً بالسعادة لطبيعة الحياة وما يحدث فيها، ولكن من الممكن الوصول إلى نمط حياة عملي واضح ومحدد يساهم في تحقيق السعادة بصورة متكرره. ومن هنا جئنا بإسم نظرية السعادة العملية التي لا تتكلم عن الجانب العلمي والفلسفي للسعادة، ولكن تتكلم عن الجانب العملي التطبيقي الواضح والبسيط الذي يساعد على تطوير مهارات تبيّن كيفية تحديد و تحقيق أهداف ذكيّة تجعل الإنسان بصورة شبه مستمرة في حالة إيجابية سعيده مرتكزة على التطور والإنجاز.

وقبل البدء بوضع الخطط، يجب معرفة ما هو الهدف الذكي لأنه إذا كانت الاهداف غير ذكية فإنه لن يكون من الممكن تحقيقها وسيؤدي ذلك الى الشعور بالحزن والإحباط. لذلك فإنه يمكن تفسير الهدف الذكي على أنه نتيجة نطمح لتحقيقها في المستقبل بشرط أن تكون واضحه وقابله للقياس وقابله للتطبيق وذات صلة وضمن إطار زمني واقعي.

فمثلاً الرغبه في الوصول إلى السعاده أو التمتع بصحة جيده، أو النجاح في العمل أو التجاره، هذه كلها غايات أو طموح وليست أهداف. ولكن مثلاً تخفيض الوزن ١٠ كيلوجرام أو جمع ١٠٠ دولار أمريكي أو قراءة كتاب هي أهداف واضحه وقابله للقياس. كذلك إمكانية التطبيق والوقت الواقعي للتطبيق تعتبر بنفس الأهمية، فليس من الممكن مثلاً تخفيض الوزن ١٠ كيلوجرام في أسبوع، أو قراءة ١٠ كتب في يوم، أو جمع مليون دولار في شهر من الراتب فقط.

وأخيراً يجب على الهدف أن يكون ذو صلة بالغايه، فليس من المنطق تخفيض الوزن ١٠ كيلوجرام في فتره معينة عن طريق عدم الحركة. أو الحصول على دخل شهري عن طريق القراءة فقط من غير عمل. لذلك يجب على الاهداف أن تكون ضمن إطار ما يطمح الإنسان للوصول إليه لكي لا يتشتت ويهدر مجهوده وموارده من غير أي فائدة، بمعنى آخر أن يركز على الكفاءة والفعّالية.

وبعدما عرفنا معنى السعاده والأهداف، يجب علينا معرفة نواحي الحياة التي سوف نحقق أهدافنا فيها. عند قراءة المقالات ومعظم الكتب في مجال السعادة، تكون الأهداف إمّا عامة ونظريه بحيث لا يمكن ترجمتها إلى أعمال أو مهمات أو فعّاليات نقوم بتطبيقها للوصول إلى السعادة، و إمّا أن تكون محددة جداً على حسب وجهة نظر الكاتب من غير تغطية جميع النواحي، أو إمّا أن تكون ناقصة في الناحية الواحدة. كأن يتم التركيز على هدف صحي واحد أو هدف مالي واحد أو هدف تعليمي واحد، ولا يتم تغطية كافة المؤثرات لكل ناحية على حدة. فمثلاً يتم تحديد الوزن المثالي كهدف للصحة من غير الأخذ بعين الإعتبار اللياقة البدنية والحالة الصحية. وأحياناً تكون أهداف عشوائية في بعض نواحي الحياة دون نواحي أخرى، فمثلاً يتم تغطية الصحة والتعليم والمال ولا يتم تغطية الأمان والعمل والآخرين والذات. وهذا وإن كان يحقق السعادة في بعض نواحي الحياة، إلا أنه يولِّد شعور بعدم الراحه والنقص لأنه يجب على الإنسان أن يوازن حياته في جميع النواحي قدر المستطاع بدلًا من أن يركز على ناحية معينة ويترك الباقي. فليس من المريح والمحبذ مثلاً أن يتحلى الإنسان بصحة جيدة ولا يكون لديه عمل أو مال أو أصدقاء أو لا يشعر بالأمان أو تنقصه الأخلاق الحميدة.

لذلك تستند نظرية السعادة العملية على تقسيم الحياة إلى سبعة نواحي وهي الصحة والأمان والتعلم والعمل والمال والآخرين والذات. وكما هو موضح في الشكل أدناه، تشكل هذه النواحي عجلة السعادة العملية التي إذا لم يتم تطويرها بالتساوي، لن تسير الحياة بإنسيابية ولن تكون مريحة في بعض الجوانب.

فتعالوا معنا نتعرف على هذه النواحي تدريجياً وعلى الأهداف ذات الصلة في كل ناحية وكيفية صياغتها ومتابعتها ومعرفة العوامل والمهارات التي تساعد على تحقيقها. وأيضاً كيفية جعلها قابلة للقياس لكي نتمكن من تقييم أنفسنا ومراقبة سير إنجازنا ليتسنى لنا التعديل إذا دعت الحاجة لذلك.

Awesome Image

الناحية الأولى: الصحة

الصحة هي الحالة المتوازنة للإنسان والتي تتيح له الأداء المتناغم والمتكامل لوظائفه الحيوية بهدف الحفاظ على حياته ونموه الطبيعي وتطوره. هناك خطأ شائع عند البعض أن الصورة الوحيدة للصحة هي الجسم الرشيق أو القوي. نعم هذه بعض علامات الصحة ولكن لكل إنسان ظروف وإمكانيات وطبيعة خاصة بجسمه يمكنه من خلال معرفتها و معرفة كيفية التعامل معها أن يصل إلى أمثل وأفضل حالة صحية ممكنه. فمثلًا هناك إنسان لديه مرض مؤقت أو مزمن أو إعاقة، ولكنه يحافظ على صحته عن طريق إتباع حميه معينة أو أدوية أو مكملات بل وقد يستطيع عمل بعض التمارين الرياضية أو حتى ممارسة رياضه يحبها قد يصل بها إلى الإحتراف أحيانًا.

لذلك فإنه من المهم من الناحية الصحية أن يكون الهدف الأول هو المعرفة التامة للحالة الصحية عن طريق فحص شامل ودوري (مره أو مرتين سنويًا) وبعد ذلك وبناءً على النتائج توضع الأهداف الأخرى بعد إستشارة المختصين.

ومن الممكن أيضاً أن يضع الإنسان لنفسه الأهداف الصحية الذكية إذا كان ذو خبرة أو بعد الإطلاع والتثقف في هذا المجال لأن ذلك يجعله يفهم أكثر العوامل التي تؤثر سلباً وإيجاباً على تحقيق الأهداف. وإلّا فإنه يجب على المبتدئين إستشارة المتخصصين كما ذكرنا سابقاً بدلاً من التجارب الغير إحترافية التي قد تضر أكثر من أن تنفع. وبنفس أهمية وضع الأهداف الذكية، فإنه من المهم أيضاً متابعة التطبيق لأن ذلك يعطي مؤشراً لمدى التقدم أو التأخر في إنجاز الخطة للوصول إلى الهدف. فمثلاً، إذا تم وضع هدف كأن يتم عمل تحليل دم مرتين في السنة، أحدهما في يناير والثاني في يونيو، فإذا لم يتم عمل التحليل الأول في يناير فإن هذا يدل على التأخير في الإنجاز ويجب تداركه. لذلك من المهم أيضاً وضع التذكير في الأوقات المناسبه قبل وصول الموعد النهائي لتحقيق الهدف بشرط أن يكون التذكير بوقت كافي منطقي ليتسنى للشخص القيام بالعمل أو تصحيح المسار قبل فوات الأوان.

وفي النهاية، فإنه من المهم التذكير بصياغة الأهداف بصورة ذكية واقعية، فالتسرع والإندفاع الزائد قد يسببان الإحباط لعدم التمكن من تحقيق الأهداف الصعبه في المدة الغير منطقية.

الناحية الثانية: الأمان

يعتبر الأمان هو نتيجة طبيعية للأمن، فهو شعور داخلي يتولد في الإنسان يمثل له راحة وطمأنينة، مما يوفر له بيئة ملائمة وجو مناسب للقيام بالأنشطة الحياتية والواجبات والأعمال اليومية بعيدًا عن الخوف والقلق والتوتر. وعلى الرغم من أنّ الأمن هو من واجب الدولة أو النظام الذي نعيش فيها، إلاّ أننا أحياناً عندما لا نشعر بالأمان الكافي نقوم بعمل ما يمكننا من إجراءات تجعلنا نصل إلى الشعور الكافي بالأمان.

فمثلاً قد يكون الهدف التدريب على مهارات الدفاع عن النفس أو إقتناء معدّات أو أجهزة أو تركيب كاميرات مراقبة أو تركيب نظام أقفال أو بناء سور أو تغيير السكن أو المنطقة أو حتى أحياناً تغيير البلد الذي نعيش فيه إذا تطلب الأمر. لذلك يجب علينا تقييم مدى شعورنا بالأمان وما الذي من الممكن فعله للوصول لهذا الشعور. وقد يكون سبب الإحساس بعدم الأمان نفسياً حتى مع توفر الأسباب العملية السابقة، لذلك قد يحتاج الإنسان أحياناً لمعالجة هذا الإحساس.

الناحية الثالثة: التعلم

التعلم هو عملية تلقي المعرفة، والقيم والمهارات من خلال القراءة أو من ذوي الخبرات أو من التعليم مما قد يؤدي إلى التطور في السلوك والتفكير العلمي والعملي الذي يساعد الإنسان في العيش بصورة أفضل مادياً ومعنوياً. ومن المهم هنا التفريق بين التعلم والتعليم، فالتعليم هو الإنخراط في نظام قائم ومحدد يتم فيه تلقي العلم من معلمين أو موارد تعليمية ويتم تقييم المتعلم فيه ويكون هذا النظام أحياناً يتضمن مستويات ينتقل المتعلم فيها من مستوى الى آخر بعد إجتياز المتطلبات. أما التعلم فليس بالضروره أن يكون نظامياً، فقد يكون عن طريق المشاهدة او الاستماع لبرامج معينة أو ملازمة أصحاب الخبرة أو قراءة المعلومات في المواقع الإلكترونيه أو قراءة الكتب في مجال معين لإكتساب معلومات ومهارات قد تستخدم لإيجاد عمل أو تجارة أو لتعلم هواية معينة أو حتى لتنمية الذات.

فلذلك يجب على الإنسان أن يقيّم نفسه من الناحية العلمية، ليس بالضرورة تقييم أعلى شهادة دراسية تم الحصول عليها، ولكن تقييم مستواه من حيث مدى علمه بتخصص معين أو حرفة معينة. فمثلما أن في التعليم تكون هناك شهادات مبنية على بعضها البعض، كذلك من قرر أن يحترف مهنة من غير شهادة تعليمية قد يتدرج في مستواه حتى يصبح خبيراً في هذه المهنة أو الهواية أو الثقافة وقد يجني من وراء ذلك الكثير.

الناحية الرابعة: العمل

العمل هو أي نشاط أو جهد يقوم الإنسان بإنجازه أو فعله لتحقيق نتيجة أو غاية معينة. وعادة ما يمتاز العمل بالإنتظام والإلتزام سواءً مع النفس أو مع الآخرين. فقد يعمل الإنسان بعد تعلم ما يجب تعلمه في وظيفة أو في تجارة له أو في الإثنين معاً إن أمكن، ولكن إذا لم يكن هناك إنتظام وإلتزام فقد يؤدي ذلك لخسارة أحدهما أو كلاهما.

لذلك يجب وضع الأهداف بعد التقييم الكامل للوضع وللإمكانات ثم يتم التنفيذ بتدرج وانتظام في كل ما يجب فعله في المدى القريب والبعيد لمعرفة ما هي القرارات والأفعال الصحيحة التي يجب إتخاذها وفعلها والوقت المناسب لها.

الناحية الخامسة: المال

المال هو سلعة أو أداة يستطيع الإنسان أن يستخدمها كوسيلة للتبادل الإقتصادي. نعم قد يأتي إلى المخيلة من الوهلة الأولى أن المال هو النقود، ولكن في الحقيقة هو أشمل من ذلك ليشمل النقود والأسهم والسندات والعقار بل وكل ما يمكن أن يباع ويشترى.

وهو أيضًا مهم جداً لكي يستطيع الإنسان أن يوفر العيش المناسب له ولمن هو مسؤول عنهم. وعادة ما يكون مصدر المال هو العمل أو التجارة أو قد يكون موروثاً، إلا إنه إذا لم يتم التعامل معه بحذر و بوعي، قد ينفذ ويعرض الإنسان أو الشركات أو حتى الدول إلى ظروف عيش قاسية قد تصل إلى البطالة و التشرد بل و حتى المجاعة مما قد يؤدي إلى فساد أعظم.

لذلك يجب على الإنسان أن يعرف أولاً وضعه المالي بشكل كامل من حيث الدخل والنفقات والإلتزامات ومن حيث الممتلكات أيضاً. ثم بعد ذلك يقوم بوضع الأهداف التي تحسن من وضعه المالي وتوصله إلى طموحه ورؤيته بصورة واقعية مدروسه.

الناحية السادسة: الآخرين

تعريف الآخرين بالنسبة لنظرية السعادة العملية هو ببساطة كل من و ما حولك. وذلك يشمل الأشخاص والكائنات الحية والجماد بل وحتى البيئة بأنواعها. إن من أهم مصادر السعادة للإنسان هو وجوده في مجتمع يكون له دور فيه، فلا يمكن أن يعيش الإنسان منعزلاً بشكل دائم عن ما حوله. وهذه العزلة بالتأكيد تؤثر سلباً على نفسيّة الإنسان بل وحتى على بقاءه، فلو لم يكن الإنسان إجتماعياً ومساهماً في تطور الحياة لتعرض للإنقراض.

لذلك يجب علينا الإعتراف وتقبل الإلتزام بدورنا تجاه الآخرين حتى وإن لم يكن ذلك سهلاً، إلا إنه عند تحقيق الأهداف في هذا المجال، سوف يشعر الإنسان بسعادة كبيرة بل وبقيمة عظيمة تجعله يساهم في تطوير المجتمع وما حوله إلى الأفضل. وكالعادة يجب علينا أولاً تقييم أنفسنا تجاه الآخرين من الأقرب إلى الأبعد، فمثلاً ما هو تقييمنا لعلاقتنا بوالدينا وإخواننا وأخواتنا وأهلنا وأقاربنا وأزواجنا أو زوجاتنا. ثم بعد ذلك الأصدقاء ثم زملاء العمل أو التجارة ثم المجتمع، بل يجب علينا أيضاً تقييم أنفسنا لما نتعامل به مع بيئتنا بما فيها من كائنات وجمادات.

وعندها يجب وضع الأهداف الذكية ثم القيام بإنجازها بتدرج، فليس من الممكن تحقيق كل شيء في فترة قصيرة، وهذا ليس هو الهدف، وإنما الهدف أن يكون الإنسان دائماً في سعي للتطور المنطقي حيث لا سقف أعلى للطموح.

الناحية السابعة: الذات

تعريف الذات هو بشكل مبسط الإجابة عندما تسأل نفسك من وما أنا؟ سوف تجد نفسك عندما تجاوب عن هذا السؤال أن الذات تنقسم لقسمين، القسم الأول هو القسم المادي وهو كل ما نمتلكه وخاص بنا، والقسم الثاني هو القسم المعنوي وهو ما يتعلق بما نحمله من أفكار ومعرفة وأخلاق. قد يتساءل البعض أن كل النواحي السابقة هي أهداف خاصة بي، فلماذا هنا نتكلم عن الذات؟ الجواب أن هناك بعض جوانب الحياة التي لا تدخل ضمن أي من النواحي الأخرى، فمثلاً الأخلاق تتعلق بالذات وتعتبر عنصراً مهماً بل ومشتركاً في جميع نواحي الحياة، إلا أنّ الإنسان يجب عليه أيضاً أن يقيّم نفسه في هذا الجانب ويضع الأهداف ليتطور ولا يكون جامداً عشوائيا. وأيضاً هناك الجانب الروحي بغض النظر عن المعتقدات، والذي يعتبر مهم جداً للوصول إلى السعادة والراحة النفسية التي تساهم في تطور الإنسان في جميع النواحي الأخرى.

إنه من المهم أن نشير هنا أن جميع هذه النواحي متصله فيما بينها ولا يمكن عزلها عن الآخر بشكل كامل، وعند التطبيق أيضاً سوف نلاحظ أن الإنجاز وتحقيق الأهداف في ناحية ما، يساهم في تحقيق أهداف أخرى في نواحي أخرى بصورة غير مباشرة.

مهارات مهمة لتطبيق الأهداف

إنه من المهم أثناء وضع الأهداف ومحاولة تحقيقها أن يتحلى الإنسان بالمهارات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف كمهارة إدارة الوقت مثلاً ومهارة القراءة والكتابة و التصفح عبر الإنترنت والمحادثة وبعض البرامج والتطبيقات. وكل هذه المهارات من الممكن أن تكون هي بذاتها أهداف أولية أو ثانوية توصل إلى الأهداف الرئيسية.

وفي النهاية، نتمنى للجميع النجاح في تحقيق الأهداف وسوف نكون دائما بجانبكم قدر المستطاع لمساعدتكم في تحقيق السعادة العملية والوصول إلى حياة مليئة بالإنجاز والتطور.